يعتمد تقدم الدول وشعوبها على مدى كفاءة مواردها البشرية وتطوُّرها، ويُمثل التعليم العالي أحد أهم وسائل إعداد الموارد البشرية، وهو ما يمثل استثماراً استراتيجياً لكل دولة، ومن خلال برامج التعليم العالي تتمكن كل دولة من سد احتياجاتها من القوى العاملة والأيدي الماهرة التي يتطلبها سوق العمل والاحتياجات التنموية الوطنية.
ويشهد التعليم العالي في جميع أنحاء العالم كثيراً من التغييرات والتحولات والتحديات التي تقتضيها التطورات التقنية والمعلوماتية والحضارية المعاصرة. وتشهد المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة اهتماماً ملحوظاً في التعليم العالي، مقروناً بدعمٍ ماليٍّ لا محدود من حكومتها الرشيدة، برز ذلك من خلال بناء العديد من الجامعات سعياً لزيادة أعداد قبول خريجي التعليم العام واستيعابهم، إضافة إلى الجهود المبذولة للرفع من جودة مُخرجات التعليم العالي ومؤسساته، والتي تمثلت بإنشاء الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، وتطوير خطة استراتيجية مستقبلية للتعليم الجامعي في المملكة "مشروع آفاق".
وتماشياً مع هذه الجهود تسابقت الجامعات المحلية إلى تطوير خططها الاستراتيجية حتى تضمن لها التوافق مع معايير الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي و"مشروع آفاق"، وتُعد جامعة الملك خالد إحدى تلك الجامعات، حيث قامت بتطوير خطة استراتيجية لها من خلال لجنة تكونت من اعضاء من جمبع اقسام الكليه الخمسه، وبالتعاون مع لجنة الخطه الاستراتيجيه في الجامعه والتي قدمت تحليل الوضع الحالي بالجامعة وإعداد وتطوير الخطة الاستراتيجية.
جاء هذا المشروع استجابة لهذه المعطيات وتوضيحاً للدور الاستراتيجي الذي تتطلع الجامعة أن تؤديه في ظل الجهود المبذولة في دعم التعليم العالي، وذلك عبر تطوير خطط استراتيجية لبعض وحدات العمل في الجامعة حتى تسير وفق الخطة الاستراتيجية لها، وتتوافق رؤية ورسالة وأهداف كل منها مع نظيرتها في الخطة الاستراتيجية للجامعة.
تمثل هذه الوثيقة الخطة الاستراتيجية لكلية الاعمال، حيث اشتملت على التعريف بمنهجية إعداد الخطة، والمراحل التي مرت بها، والنتائج التي تم التوصل إليها من حيث القضايا الرئيسة، والملامح الاستراتيجية والخطة التنفيذيه اللازمة لتحقيقها من مبادرات ومؤشرات أداء وإدارة التغيير.
مر مشروع تطوير الخطة الاستراتيجية للكلية بعدة مراحل؛ شملت: التحليل البيئي، صياغة الملامح الاستراتيجية، وتطوير الخطة التنفيذيه، وتخلل هذه المراحل عقد العديد من الاجتماعات من قبل لجنة الخطه الاستراتيجيه التي شارك بها العديد من منسوبي الاقسام المختلفه في الكليه.
تم تحليل أبرز بيانات البيئة الخارجية من خلال جمع البيانات المكتبية الكمية والنوعية، مع تحليل أبرز المعطيات والعوامل العامة المؤثرة في السياق البيئي العام، إضافة إلى تحليل المستفيدين والمنافسين وذوي العلاقة في السياق البيئي الخاص، نتج عن ذلك تحديد أبرز الفرص والتحديات المحيطة بالكلية.
كما تم تقييم البيئة الداخلية للكلية من خلال ورشة عمل ضمت العديد من منسوبي الاقسام بالكليه، وانتهت بتحديد أبرز نقاط القوة والضعف فيها، بحيث يمكن سد تلك الفجوات من خلال تنفيذ المبادرات والبرامج المقترحة.
وفي ضوء تحليل عوامل البيئة الداخلية (القوة والضعف) والبيئة الخارجية (الفرص والتحديات)، تم تحديد أبرز القضايا الاستراتيجية، مع الوقوف على العوامل المؤثرة في كل قضية وتحليلها للخروج بجملة من المبادرات التي تسهم في إيجابية التعامل معها، بحيث تشكل بجملتها الحجر الأساس لتطوير البرامج المناسبة.
وتبعاً لذلك، تم تحديد الملامح الاستراتيجية العامة بدءاً بصياغة رؤية الكلية ورسالتها، كما تبلورت مجموعة من القيم التي تحكم عمل الكلية، وفي ضوئها تمارس نشاطاتها وتحقق أهدافها.
وانطلاقاً من الرؤية والرسالة والقيم، أُعدت مجموعة من الأهداف الاستراتيجية المترابطة والمتكاملة التي تعالج القضايا الاستراتيجية كافة.
أما على المستوى التنفيذي، فإن الكلية ستعمل على تحقيق تلك الأهداف ,تنفيذ عشرات الأنشطه أُعدت مؤشرات أداء ومقاييس توفر معلومات مستمرة حول تنفيذ الاستراتيجية، لضمان إنجازها وتنفيذها ضمن الفترات الزمنية المحددة، مما يسهم في تحقيق تطلعات وتوجهات الكلية المستقبلية.